الاثنين، 24 فبراير 2014

ثورة الاطلس المتوسط ثورة فاس ثورة المدن المغربية التي ثارت في وجه الاحتلال الفرنسي


الثورات التي ثارت في وجه الاحتلال الفرنسي
من 1939 - 1956   


ثورة الأطلس الأوسط
(1) حيث ثار الأطلس الأوسط على معاهدة الحماية , كما ثار الجنوب بصحرائه المغربية , و كانت الثورة الأطلس الأوسط مواكبة لثورة الجنوب , و قد دامت 21 سنة .
و قد استعمل الجنرال ليوتي كل أساليب الخداع و المكر و الدهاء التي طبقها على ثورة الجنوب , كما استعمل نفس أساليب حلفاؤه الذين حلوا محله في القيادة الفرنسية في المغرب .
و قد تميزت ثورة الأطلس المتوسط بعنفها و قوتها و ضخامتها لدرجة أن الجنرال " كيوم " الفرنسي    و صفها بقوله : " ما من قبيلة في الأطلس الأوسط انضمت إلينا , أو خضعت تلقائياً من ذات نفسها , و ما من قبيلة رضخت بدون قتال , و دون استنزاف كل طاقاتها في محاربتنا " هذه الشهادة لها قيمتها التاريخية من حيث أنها اعتراف صادر من جنرال فرنسي قاد المعارك ضد ثورة الأطلس الأوسط حيث مرت ثورة الأطلس بعد مراحل جرت خلالها معارك بطولية رصعت تاريخ المغرب بالمجد        و الفخار , و قد بدأت أهم المعارك فيها عندما شرع الفرنسيون شق طريق " تازا " لوصول الغربي بالمغرب الشرقي . 
- المطلب الثاني : ثورة فاس
   حيث ثار سكان و أهالي فاس عندما كانت الرباط تتعرض لظلم شديد من قبل سلطات الحماية          ( فرنسا ) , (2) و ذلك تضامنا مع أهلهم في الرباط , فخرجت الجموع من كل من فاس و الرباط تطالب بوقف القمع و الوحشية , و إطلاق سراح المعتقلين الأحرار , فمرت المظاهرة في اليومين الأولين بسلام وفي 31 يناير ( جانفي ) 1944 لجأت القوات الفرنسة إلى أعمال القمع الشديد فوقعت معركة ضارية استشهد فيها ستون " 60 " مغربياً مناضلاً و جرح حوالي المئة أثناء هجوم السكان على معسكر الفرقة السنغالية المتوحشة . و تم اعتقال ألفين من الفاسيين .
 (1) : نجيب زبيب,الموسوعة العامة لتاريخ المغرب و الأندلس, ج 4 ,دار الأمير لاثقافة والعلوم ,بيروت لبنان , سنة 1995,ص291 ,292  
 (2) : نجيب زبيب,الموسوعة العامة لتاريخ المغرب و الأندلس, ج 5 ,دار الأمير لاثقافة والعلوم ,بيروت لبنان , سنة 199576   
      (1) و في أول شهر فبراير – شباط  1944 – تظاهر سكان مدينة فاس ثم تحولت المظاهرة إلى معركة عنيفة بين المواطنين و السنغاليين الذين كانوا يحاولون اقتحام " باب أبي الجلود "  للدخول إلى المدينة الإسلامية , وهكذا دامت المعارك بين الفاسيين و السنغاليين مدة طويلة و بصورة مستمرة       و لم تتوقف ألا بعد أن أنذرت السلطات الفرنسية سكان فاس باحتلال مساجدهم , وهذا معناه تدنيس المساجد بأقدام " العبيد " السنغال الذين برهنوا على أنهم حقا كانوا عبيداً للفرنسيين , و صنائعهم المتوحشة .                  
- المطلب الثالث : ثورة المدن المغربية على سلطات الحماية
(2) حيث تحولت الساحات و الشوارع في مدن المغرب إلى ميادين القتال بين المواطنين و الفرنسيين سواء أكان بيضاً أو سوداً و من هذه المدن " سلا " التي قدمت 11 شهيداً و عدد كبير من الجرحى     و 300 سجين , أما في مدينة الدار البيضاء فقد قامت السلطات باحتلال شوارع المدينة مما أدى إلى وقوع قتلى و جرحى , كما أدى أيضا إلى طرد الطلاب المغاربة من المدارس الثانوية الفرنسية .
كما قامت السلطات الاحتلال بفصل قاضيان كبيران من قضاة المحكمة العليا من منصبيهما بحجة تأييد مطلب الاستقلال . و في شباط  سنة 1945 قام الملك محمد الخامس بزيارة مدينة مراكش التي كان يحكمها العميل للفرنسيين التهامي الجلاوي باشا أشد خصوم الملك عداوة و خطراً , حيث خرجت الجماهير المراكشية لتحية الملك وهي تهتف " يعيش الملك " .
و في غضون هذا الصراع الدامي المستمر بين المواطنين و سلطات الحماية الاستعمارية  " الاحتلال الفرنسي " , حيث كانت العلاقات بين الملك و المقيم العام تزداد سوءاً و قد ألقى الملك اللوم على المقيم " بيو " لاعتقاله المواطنين , و للإجراءات التعسفية كالقتل و التدمير التي ارتكبتها قوات الحماية في الساحات المدن المغربية و شوارعها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق