الاثنين، 24 فبراير 2014

مجالات علم الاجتماع علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد السياسية علم التاريخ علم النفس



مجالات علم الاجتماع
أولا علاقة علم الاجتماع بالعلوم الاخرى:
ا-علاقته بعلم الاقتصاد
:يعتبر الإنتاج والتوزيع في مقدمة اهتمامات علم الاقتصاد لذلك يصب اهتمامه على علاقات ومتغيرات اقتصادية خالصة كالعلاقة بين العرض والطلب وارتفاع الأسعار وهبوطها... الخ. ولكن بالرغم من تضييق مجال علم الاقتصادإلاّ ان ذلك أعطاه قدرة على معالجة ظواهره بطريقة منظمة وحدد مصلحاته ومقاييسه ومبادئه الأساسية بدقة متناهية، بل ان قدرة هذا العلم على تحويل النظرية الاقتصادية إلى التطبيق العملي جعله مساهماً أساسيا في رسم السياسات العامة. وبالرغم من ذلك فان التشابه بين علمي الاقتصاد والاجتماع نجده في طابع التفكير، فالاقتصادي كالاجتماعي يهتم بالعلاقات بين الأجزاء والسيطرة والتبادل والمتغيرات، ويستعينبالطرق الرياضية في تحليل بياناته
.
علاقته بعلم السياسة:
التكيف السياسي مع المجتمع هو صيرورة ترسيخ المعتقدات والمتمثلات المتعلقة بالسلطة وبمجموعات الانتماء. فليس هناك من مجتمع سياسي يكون قابل اًباستمرار للحياة من دون استبطان حد أدنى من المعتقدات المشتركة المتعلقة في آن واحد بشرعية الحكومة التي تحكم، وبصحة التماثل بين الإفراد والمجموعات المتضامنة. يهمّ ُقليلاً أن تكون هذه المعتقدات ثابتة أو لا في حجتها، إذ يكفي إن تنتزع الانتماء(16).فدراسة التكيف السياسي مع المجتمع يجب ان يُنظر لها من مظهر مزدوج كيفيمكن بمساعدة تصورات ملائمة عرض هذه المعتقدات والمواقف والآراء المشتركة بين كلأعضاء المجموعة أو جزء منها؟ وكيف يمكن التعرف على صيرورات الترسيخ التي بفضلها يجري عمل التمثل والاستبطان؟
ومن هنا، نجد أن علم الاجتماع يهتم بدراسة كافة جوانب المجتمع بينما علم السياسة يكرس معظم اهتماماته لدراسة القوة المتجسدة في التنظيمات الرسمية. فالأول يولي اهتماماً كبيراً بالعلاقات المتبادلة بين مجموعةالنظم (بما في ذلك الحكومة)، بينما الثاني يهتم بالعمليات الداخلية كالتي تحدث داخل الحكومة مثلاً، وقد عبَّر ليبست (lipset) عن ذلك بقوله: «يهتم علم السياسة بالإدارة العامة، أي كيفية جعل التنظيمات الحكومية فعالة،اما علم الاجتماع السياسي فيعنى البيروقراطية، وعلى الأخص مشكلاتها الداخلية». ومع ذلك فان علم الاجتماع السياسي يشترك مع علم السياسة في كثير من الموضوعات بل إن بعض العلماء السياسيين بدأوايولون اهتماماً خاصاً بالدراسات السلوكية ويمزجون بين التحليل السياسي والتحليلالسوسيولوجي(18
علاقته بعلم التاريخ
:
إن تتبع التاريخ للأحداث التيوقعت، هو في حد ذاته ترتيب وتضيق للسلوك عبر الزمن. وبينما يولي المؤرخون اهتماماتهم نحو دراسة الماضي ويتجنبون البحث عن اكتشاف الأسباب (باستثناء فلاسفة التاريخ)، فان علماء الاجتماع يهتمون بالبحث عن العلاقات المتبادلة بين الاحداث التي وقعت وأسبابها. ويذهب علم الاجتماع بعيداً في دراسة ما هو حقيقي بالنسبة لتاريخ عدد كبير من الشعوب ولا يهتم بما هو حقيقي بالنسبة لشعب معين.والمؤرخون لايهتمون كثيراً بالأحداث العادية التي تتخذ شكلاً نظامياً كالملكية او العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة كالعلاقة بين الرجل والمرأة مثلا، بينما هي محور إهتماما تعلم الاجتماع. إلاّ ان هذه الاختلافات لم تمنع بعض المؤرخين أمثال روستو فتزيف (Rostovtzev) وكولتن (coulton) وبوركهارت (burkhardt) من ان يكتبوا تاريخ اًاجتماعياً يعالج الأنماط الاجتماعية والسنن والأعراف والنظم الاجتماعية الهامة(19).ولقد كان ابن خلدون واضحاً في تعريفه لعلم التاريخ عندما ربط الحاضروالماضي بطبيعة «العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني» وجعل منه علماً «شريف الغاية، اذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الامم في اخلاقهم»(20)
علاقته بعلم النفس
:
يُعرَّف علم النفس بأنه علم دراسة العقل أو العمليات العقلية وبالتالي فهو يتناول قدرات العقل على إدراك الأحاسيس ومنحها معاني معينة ثم الاستجابة لهذه الأحاسيس العقلية كالإدراك والتعرف والتعلم.كما يهتم بدراسة المشاعر والعواطف والدوافع والحوافز ودورها في تحديد نمط الشخصية.وبينما يعد مفهوم «المجتمع» أو النسق الاجتماعي محور علماء الاجتماع فان مفهوم «الشخصية» محور علماء النفس الذين يعنون بالجوانب السيكولوجية أكثر من عنايتهم بالجوانب الفسيولوجية. وبهذا فان علم النفس يحاول تفسير السلوك كما يبتديفي شخصية الفرد من خلال وظائف أعضائه وجهازه النفسي وخبراته الشخصية. وعلى العكسيحاول علم الاجتماع فهم السلوك كما يبتدئ في المجتمع وكما يتحدد من خلال بعض العوامل مثل عدد السكان والثقافة والتنظيم الاجتماعي.ويلتقي علمي النفس والاجتماع في علم النفس الاجتماعي الذي يهتم من الوجهة السيكولوجية الخالصة بتناول الوسائل التي من خلالها تخضع الشخصية أو السلوك للخصائص الاجتماعية او الوضع الاجتماعي الذي يشغله. ومن الوجهة السوسيولوجي في توضيح مدى تأثير الخصائص السيكولوجية لكل فرد أو مجموعة معينة من الأفراد على طابع العملية الاجتماعية(21).ويؤكد هومانز (Homans) فيكتابه عن السلوك الاجتماعي أهمية الدوافع النفسية المفروضة على الجماعات في تفسير بناء الجماعة، ويتضمن ذلك النشاط والتفاعل والمعايير والعواطف التي تنشأ عمّا هو اجتماعي. وهو بذلك يركز على أشكال السلوك الاجتماعي التي تختلف باختلاف المجتمعات والثقافات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق