الخميس، 27 فبراير 2014

دور الاعلام في توجيه سلوك الاطفال و تاثير وسائل الاعلام في توجيه فكر الشباب

 دور الاعلام في توجيه سلوك الاطفال و تاثير وسائل الاعلام في توجيه فكر الشباب
الإعلام المشاهد والمقروء والمسموع مؤثر هائل في تكوين الأبناء، لما يتمتع به من حضور وجاذبية واتقان... والمشكل اليوم أن الأطفال لا يتعرضون لتأثير إعلام واحد صادر عن جهة واحدة، يمكن التفاهم معها من أجل التقريب بين مفردات الرسائل التي يوجهها للأطفال، ومفردات الرسائل التي توجهها الأسر والمدارس. إن الوسائل الإعلامية تنتمي إلى أكثر من (130) بلدًا في العالم، وهي تعكس ثقافات وديانات وتطلّعات متباينة أشدّ التباين. وإن نسبة غير قليلة من الناس قد أسلمت أبناءها للفضائيات من غير قيود تُذكر، ولهذا فإن ما يقوله الأبوان بات يُفهم لدى هؤلاء الأبناء في ضوء الخلفية الثقافية العميقة والمتماسكة التي بناها الإعلام بشتى صوره ومكوّناته، وبهذا فعلاً يصبح ما يقوله الأبوان جزءًا مرتهنًا للكل أكثر من أن يكون بعضًا منه."[
"لقد أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالا من طرف المستثمرين وشركات الانتاج العالمية، نظرا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الملايين من الدولارات بسبب استهدافها شريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار‚ وهي شريحة الاطفال والشباب واليافعين وبفضل انتشار الصحون الفضائية وتعدد القنوات الإعلامية وظهور شبكة الانترنت وعولمة الصوت والصورة أصبح إعلام الطفل يشهد تناميا ملحوظا، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطورا لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله وسلوكياته ودفعه الى الإدمان على ذلك الصندوق السحري العجيب كما كان يسميه آباؤنا وأجدادنا ولاشك ان هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للاطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات، فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في ممارسات وعادات المجتمعات الغربية التي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم والعادات والاعراف وفي حالة التعارض بين هدفي الكسب وزرع القيم فإن الغلبة تكون للأولى على حساب الثانية]

"تشير الدراسات العلمية في هذا الصدد إلى أن أجهزة الإعلام تلقي بظلالها على الطفل المعاصر إيجاباً أو سلباً، حتى أنه يصعب عليه أن يفلت من أسارها، فهي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم وتحاصره من مختلف الجهات، وبمختلف اللغات، ليلاً ونهاراً...وتحاول أن ترسم له طريقاً جديداً لحياته، وأسلوباً معاصراً لنشاطه وعلاقاته، ومن ثم فهي قادرة على الإسهام بفاعلية في تثقيفه وتعليمه، وتوجيهه، والأخذ بيده إلى آفاق الحياة الرحبة....
وتأتي وسائل الإعلام المعاصرة في مقدمة قنوات الاتصال التي ترفد الطفل بالأفكار والمعلومات والأنباء وتحقق له التسلية والمتعة، ولو لم يَسْعَ الطفل إلى وسائل الإعلام فإن هذه الوسائل سوف تسعى هي إليه لتقدم له ما يدور حوله من أحداث، وما أفرزته الأدمغة البشرية من اكتشافات ومعارف، لاسيما بعد أن فرضت التقنيات المعاصرة وثورة المعلومات نفسها عليه، فأصبح طفل اليوم أسيراً لهذه الوسائل تحاصره في كل وقت وفي كل زمان، فلا يستطيع الفكاك منها أو الحياة بدونها.


تاثير وسائل الاعلام تكوين فكر الشباب
إنّ لوسائل الإعلام من الخطورة في عصرنا ما قلل من دور البيت والمدرسة في تربية النشء وتوجيه الشباب، وذلك بما تملكه من وسائل الاتصال الجماهيرية المختلفة التي تقتحم البيوت والمؤسسات والمنتديات، سواء أكانت إذاعة أم تلفازاً أم صحافة، وكل هذه الوسائل تفرض نفسها على الناس، وتؤثر تأثيرات مباشرة، وتجتذب أكبر عدد منهم، ولكنها مع ذلك كله عاجزة عن أن تقدم للناس ما يثري حياتهم وفكرهم، وللشباب ما يرضي طموحاتهم للثقافة والمعرفة والترفيه، وذلك أنّها تعتمد على برامج مستوردة لمجتمعات تختلف عنا في عاداتها، وطرائق حياتها، ومشكلاتها التي تعالجها، والحلول التي تقدمها للمشكلات؛ هذا في غير الجوانب العلمية غير الموجهة لخدمة أغراض أخرى.

وكان من آثار ذلك ظهور أنواع الانحرافات في صفوف الشباب بسبب ما شاهدوا في فيلم أو تمثيلية؛ حيث إنّ المادة المقدمة لا تميز بين جرائم القتل والاغتصاب والسرقة والمخدرات وبين المواد القليلة المتصلة بالنواحي العلمية.

كما أنّ الصلة مفقودة بين أجهزة الإعلام والتربية ومنظمات الشباب باعتبارها مكملة لبعضها ومتممة.
وينبغي على المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعات ، الحفاظ علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم وسائل الإعلام التي تساعد في ذلك وتسليط الضوء عليها ، والابتعاد عن المساهمة في خلق جيل من الشباب هش ومطموس الهوية وموجه التفكير. واستثمار خبرات الشباب من خلال البحوث الميدانية ، كقناة اتصال مباشرة يتم من خلالها معرفة هموم الشباب وتطلعاتهم.

وتأثر وسائل الإعلام على توجيه فكر الشباب وثقافتهم ، تأثيراً ايجابياً أو سلبيا ، والقلة من الشباب يدرك ما تقوم به من ناحية الترويج لثقافة العولمة ، وترسيخ المفاهيم الموجهة ، والاستحواذ على جزء كبير من تفكيرهم ، وبإرادتهم ، والشباب الآخرين يتناسون ذلك ، متذرعين بمجموعة من الأسباب ، مما يدفع البعض لتسمية أصحاب هذا الفكر بالسذُج والسطحيين ، حتى صاروا يتلقون ويستقبلون كل ما يأتيهم من الوسائل الإعلامية المختلفة.

وفي مجال التربية الأسرية ، لا توجد أية عوائق أمام وسائل الإعلام ، فعلى الآباء وأولياء الأمور إدراك ذلك ، مستفيدين من هذا التطور والتعايش والتأقلم معه ، والحرص على متابعة أبنائهم وتوجيههم ، دون فرض السيطرة عليهم ، مراعين بذلك قدراتهم وإمكانياتهم ، وفي مجال التربية والتعليم يمكن أن يستخدم الإعلام لخدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحوالطريق الصحيح ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ، واستغلال الإعلام لمقاومة الأفكار المسبقة والخاطئة ، وإيقاظ ما يسمى "الاقتصاد المعرفي" لدى الشباب ، ولا ننسى أهمية الاتصال بين الشباب وذلك لإشباع حاجاتهم اليومية والأساسية ، والابتعاد عن العزلة التي تسبب الاكتئاب والخوف ، ولذلك يحتاج الشباب للإعلام والتواصل من أجل تدعيم مكانتهم في المجتمع ، وكذلك تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين ممّا يساعد الشباب في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، والاختيار الأنسب منها.

هناك تعليق واحد: