السبت، 1 مارس 2014

تيار البنائية المعمارية Arch Constructivism



( البنائية المعمارية ( Arch. Constructivism .

البنائية المعمارية "Arch. Constructivism" :
ولد هذا التيار في أوائل الحكم السوفياتي بروسيا، وكانت تقصياته مرتبطة ارتباطا وثيقا مع التجارب المخبرية التي أجراها الفنانون للأثاث وأدوات الفن التطبيقي، انطلاقا من توظيف تركيبات شكلية متميزة وفريدة ذات تفصيلات دقيقة مشغولة بصفائح الحديد، و بأنابيب نحاسية وأخرى معمولة من الأخشاب والأسلاك .... الخ. وقد تم استخدام كل واحدة من تلك المواد بعقلانية و طبقا لخصائصها الفيزيائية ( فعلى سبيل المثال استعملت الأسلاك للعناصر الممتدة والخشب على شكل ركائز ومساند ... الخ) .
لاحظ أنصار التيار البنائي الأوائل بأن التكوينات الفضائية المخرمة يمكن لها أن تكون رمزا للأشكال المعمارية الحداثوية تلك الأشكال التي خصص للمهندس دورا كبيرا في تطورها.
المدرسة البنائية (Constructivism) :
هي حركة فنية و معمارية نشأت في روسيا عام 1919م و قد نشطت هذه الحركة بعد ثورة أكتوبر         في روسيا. أعتمدت هذه الحركة على إبعاد الفن عن "نقائه" و بعده عن المجتمع و جعله عوضاً عن هذا مستعملاً في سبيل تحقيق أهداف المجتمع, و على وجه الخصوص في بناء نظام اشتراكي.أثرت هذه الحركة في العديد من ميادين الحياة مثل الفنون الجميلة و الهندسة المعمارية و السينما و الإعلان و التصوير غيرها.
العمارة البنائية :
هي حركة معمارية معاصرة و شكل من أشكال عمارة الحداثة Modernism ، ظهرت في الاتحاد السوفييتي في عشرينيات و ثلاثينيات القرن العشرين . تجمع البنائية بين التكنولوجيا المتقدمة والهندسة والتي كانت معلنة للغايات الاشتراكية و الشيوعية .بالرغم من أنها قسمت إلى عدة اتجاهات تنافسية ، إلا أن الحركة قد أنتجت كثير من المشاريع الريادية والمباني المقامة ، قبل انحلالها في 1932 تقريبا. تأثيرها ظاهر على كثير من الحركات اللاحقة . وقد ظهرت على أساس الأعمال الرائدة للفنان فلاديمير تاتلين في أعماله البنائية البارزة و الهدف الرئيسي من الحركة أن يتكامل الفنانون مع المجتمع. أتخذت الحركة مصدرا لعمل فنانيها تقنيات الكولاج و التكعيبية و المستقبلية.  
أصل البنائية :
تعود البنائية في أصولها إلى النزعتين التكعيبية والمستقبلية في التصوير والنحت، أسسها فلاديمير تاتلين (1875-1953) Vladimir Tatlin، الذي كان متأثراً بأفكار النزعتين المذكورتين. وقد شرح الكاتب والناشر الفني الفرنسي هنري كانوايلر Henry Kahnweiler التكعيبية بقوله: «بناء مستويات على نسق «سقالة البناء»، بحيث تجعل الضوء يعزز الشعور بصلابة البناء لا أن يضعفه أو يمحوه». ويقول بيكاسو في هذا الصدد: «أود أن أرسم الأشياء بشكل يستطيع المهندس أن يبنيه اعتماداً على لوحاتي».
كان بيكاسو يرغب في تنظيم التشكيل ببرمجة عقلانية مثل عمل الآلة المبرمج، لكنه شعر، في الوقت نفسه، بأن العصر في حاجة إلى نوع من الفن السحري أو فن اللاوعي، مؤاساة روحية للإنسان المثقل بالآلية، ولذلك لم يُلزم نفسه بجعل الآلة معبوداً رمزياً، لكنه تنبأ بتطور سريع للفن التشكيلي مع تطور الثورة الصناعية التي ولدت الهندسة التي أسهمت في التطور الصناعي. وقد يكون المستقبليون هم أول من تقبل عصر الآلة مثالاً جمالياً، لكنهم قدّسوا مفاهيم السرعة والقوة التي تمثلها الآلة أكثر مما قدروا نتائجها الفعلية. وبعد عام 1914 حاولت جماعة من الفنانين الطليعيين في موسكو أن تطبق التقنيات والمفاهيم الهندسية على «البناء التشكيلي»، وبذالك أُطلق على أعمالهم في هذا المجال اسم «بنائيات».
المشاريع المشهورة في الحركة البنائية :
كان المشروع الأول والأشهر من بين مشاريع الحركة البنائية هو مشروع برج تاتلين ، سانت بطرس برغ عام 1919 للمعماري المستقبلي فلاديمير تاتلين . بالرغم من انه لم يُبنى ، كانت المواد المستخدمة فيه الزجاج و الستيل ، كانت العبقرية المستقبلية والميل السياسي ، حيث وضع ملامح مشاريع القرن العشرين.



في عام 1919، تم الشروع بتصميم تمثال ( الأممية الثالثة) والذي حال الانتهاء من تصاميمه عام 1920، نال شهرة عالمية واسعة، ( المصمم فلادمير تاتلين V. Tatlin).
تتمازج في هذا المبنى الديناميكية التامة للشكل الرمزي – الرومانطيقي- مع الحلول الإنشائية الجرئية، فالمنظومة الإنشائية الحاملة لا تعمل من داخل جسم المبنى ذاته وإنما جردت وأخرجت للخارج، إن المبنى عبارة عن هيكل حلزوني معدني ضخم ( يصل ارتفاعه وفقا للتصميم إلى 400 مترا) وفي داخل هذا الهيكل الحلزوني علقت حجوم زجاجية الواحدة فوق الأخر في أشكال هندسية مختلفة، مكعب، هرم واسطوانة وقبة نصفية. وهذه الحجوم خصصت فضاءاتها لأداء وظائف مختلفة كقاعات للاجتماعات والمؤتمرات و فضاءات إدارية ومركز معلومات. والجدير بالإشارة أن تلك الحجوم الزجاجية ذات الوظائف المختلفة كانت تدور بسرعات دائرية متابينة تشير رمزيا الى حتمية التغيير والتطور. لقد منحت تركيبة المبنى الفريد ذات المنظومة الإنشائية الحاملة الخارجية و فضاءات مبانيها الداخلية منحت مشروع "تاتلين" هيئة مميزة بحيث باتت تمثل تلك الهيئة رمزا ذا أهمية بالغة من رموز "العمارة الحديثة".
لم يكن " برج تاتلين" ـ (كما دعي ذلك المبنى الفريد فيما بعد) ، لم يكن تصميما جديدا فحسب، وإنما عدت لغته التكوينية بمنزلة الاكتشاف الفني، ذلك الاكتشاف الذي عاكس جميع المعايير التقيمية السائدة بحيث أن الكثيرين لم يكن بمقدورهم استيعاب وهضم تلك الحداثة اللاذعة، وتعاملوا معه بكثير من الريبة وعدم المقبولية. على أن برج تاتلين وفقا لتعبير أحد النقاد، كان واحدا من أهم المشاريع المعمارية في القرن العشرين، وقد كانت تأثيرات هذا التصميم على العمارة المعاصرة أكثر بكثير من تأثيرات برج ايفيل على عمارة القرن التاسع عشر؛ ذلك لأن تاتلين ساعد بهذا التصميم كثيرا من المعماريين لاجتياز الحاجز النفسي في تقييم المنظومات الإنشائية ودورها في عملية خلق الشكل المعماري للمبنى المعاصر‍.
هناك مشروع بنائي اخر مشهور أيضا ، هو Lenin Tribune عام 1920 للمعماري  El Lissitzky . خلال الحرب الأهلية الروسية كانت مجموعة ( UNOVIS) الفنية الروسية قد تركزت حول الفنان كاسمير مالفيتش Kasimir Malevich و إل ليسيتزكي Lissitzky اللذان صمما مشاريع متنوعة والتي قوت معا التجريد اللاموضوعي في حركة السوبرماتية Suprematism بأهداف منفعية أكثر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق